التوجه الموريتاني لصناعة الصلب الأخضر ضرورة!

مراجعة لمقالة

Mauritania’s Steel Industry fueled by Green Hydrogen

المنشورة على موقع  Energy Capital & Power

إذا لم تواكب موريتانيا التوجه العالمي للصلب الأخضر، فقد تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على حصتها في السوق العالمية.

الملخالملخص

ملخص المقال:

أعلنت موريتانيا عن خطتها لانتاج 12.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول 2035، لتصل لزيادة الإنتاج العالمي من الهيدروجين الأخضر بما نسبته 1.5% وزيادة 1%  للإنتاج العالمي من الصلب الأخضر بحلول 2050.

رئيسة منظمة الاتحاد الأوروبي يورسلا فون دير لين أكدّت على أن الهيدروجين الأخضر مهم لإنتاج الحديد الأخضر ويصب في تعزيز المصالح بين موريتانيا وأوروبا. مبادرة موريتانيا تتضمن مشاريع مهمة تقوم عليها شركات مطورِّة مثل GreenGo Energy, CWP, TotalEnergies, Chariot, Infinity, and Conjuncta  مما يدفع بالإمكانات التي تملكها البلد في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

موريتانيا، من المنتجين الكبار للحديد، حيث تصدر أكثر من 13 مليون طن من الحديد الخام في 2022 وتهدف لثلاثة أضعاف هذا الرقم بحلول 2030. البلد يخطط للتحول من تصدير الحديد الخام لإنتاج الحديد الأخضر محليا، لتطوير الصناعة المحلية وزيادة الإيردات. الشراكات مع الجهات العالمية متضمنة الوكالة الأمريكية للطاقة تهدف لتطوير منشآت ومرافق للاقتصاد الأخضر.

الاستثمار في البنية التحتية مهم لهذا التحول، ومنحة Global Getway التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى موريتانيا بقيمة 300 مليار يورو، ستمول البنية التحتية الجديدة للطرق وخط نقل الطاقة ذات الجهد العالي.

مراجعة

المقالة أكدت على الطموح الاستراتيجي الذي تسعى موريتانيا من خلاله لأن تكون فاعلا مهما في سوق الهيدروجين والصلب الأخضر. مسلطة الضوء على مواردها الطبيعية وانفت. مع ذلك، يفقد هذا المقال بعض التفاصيل عن التحديات التي قد تواجه موريتانيا في تحقيق هذه الأهداف الطموحة

التحدي الأهم هو في تطوير البنية التحتية التي يتطلبها الإنتاج واسع النطاق للهيدروجين الأخضر والصلب الأخضر. تحتاج موريتانيا لتطوير مشاريعها في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وإنشاء مرافق ومنشآت للهيدروجين الأخضر، وبناء البنية اللازمة لاستيراد وتصدير هذه الطاقة. هذا يتضمن ميناء وخطوط نقل الطاقة ذات الجهد العالي، وهذا بالطبع يتطلب موارد مالية وتقنية.

أيضا، الصعوبات التقنية التي تواجه انتاج الهيدروجين الأخضر لاينبغي التقليل منها، يتضمن إنتاج الهيدروجين الذي يتطلب التحليل الكهربائي ويتطلب إنتاج الهيدروجين كميات كبيرة من الكهرباء المتجددة  يعد ضمان إمدادات مستقرة  ومستمرة من هذه الكهرباء أمرًا بالغ الأهمية، لا سيما في سياق البلدان النامية حيث قد تكون موثوقية الشبكة مشكلة.

ويجب ألا ننسى مخاطر السوق والاستدامة الاقتصادية لهذه المشاريع. إن أسواق الهيدروجين والصلب العالمية تنافسية ومتقلبة، وتحتاج موريتانيا إلى التأكد من قدرتها على إنتاج الهيدروجين والصلب الأخضر بتكلفة تنافسية مع المنتجين العالميين الآخرين.

لكن على الجانب الإيجابي، توفر موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الهائلة في موريتانيا ميزة كبيرة. يمكن لهذه الموارد توفير الطاقة المتجددة اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يضع البلاد كشركة رائدة في هذه الصناعة الناشئة. ومن خلال استخدام الهيدروجين الأخضر لإنتاج الصلب الأخضر يمكن لموريتانيا أن تضيف قيمة كبيرة لصادراتها من خام الحديد، والارتقاء بالصادرات وتعزيز التنمية الصناعية.

التوجه العالمي للصلب الأخضر وتأثيره على سوق الحديد في موريتانيا

قد يصبح الحديد التقليدي غير مرغوب فيه بشكل متزايد في الأسواق التي تولي أهمية كبرى للمنتجات الصديقة للبيئة

مع التوجه العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الصناعات المستدامة، يزداد الاهتمام بالصلب الأخضر الذي يعتمد على الهيدروجين الأخضر في عملية الإنتاج. هذا التوجه يمكن أن يغير ملامح سوق الحديد العالمي بشكل جذري.

إذا لم تواكب موريتانيا هذا التوجه، فقد تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على حصتها في السوق العالمية. قد يصبح الحديد التقليدي غير مرغوب فيه بشكل متزايد في الأسواق التي تولي أهمية كبرى للمنتجات الصديقة للبيئة، مما يهدد بتراجع الطلب على الحديد الخام التقليدي الذي تصدره موريتانيا حالياً.

على الجانب الآخر، إذا نجحت موريتانيا في التحول نحو إنتاج الصلب الأخضر محلياً، فإن ذلك سيعزز من قيمة صادراتها ويجعلها لاعباً مهماً في السوق العالمية للصلب الأخضر. هذا التحول سيؤدي إلى زيادة الاستثمارات وتعزيز التنمية الصناعية في البلاد.

إن التوجه نحو الصلب الأخضر ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة لضمان استدامة سوق الحديد الموريتاني في المستقبل. علينا أن نكون مستعدين لمواجهة هذه التحديات واستغلال الفرص التي يوفرها التحول نحو الصناعات الصديقة للبيئة.

بشكل مختصر، خطط موريتانيا واعدة وسليمة من الناحية الاستراتيجية، إلا أن المقال كان يمكن أن يوفر منظورًا أكثر توازناً من خلال معالجة التحديات الكبيرة وتحديد الاستراتيجيات للتغلب عليها. إن الاستفادة من مواردها الطبيعية بفاعلية، والتغلب على تعقيدات إنتاج الهيدروجين الأخضر، والاستفادة من تحولات السوق المستقبلية نحو الصلب الصديق للبيئة، سيكون بالغ الأهمية لنجاح موريتانيا في هذا المسعى الطموح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *